اميرات ديزني و تخلف الفكر الغربي

Disney princesses and the backwardness of Western thought

 لطالما كانت المرأة العربية جزءًا لا يتجزأ من صناعة الأحداث عبر التاريخ، تحمل دورًا فاعلًا ومؤثرًا جعلها رمزًا للقوة والحكمة. في العصور الماضية، كان نموذج المرأة العربية يتسم بالحضور اللافت والقدرة الفذة، فهي خطيبة مفوّهة، ذات إجابات ذكية وحاضرة، متقدة التفكير وسريعة البديهة.

اميرات ديزني و تخلف الفكر الغربي

أمثلة هذا الحضور العظيم حُفظت في ذاكرة القصص والتاريخ، ولم يكن التركيز منصبًا فقط على الشكل أو الإيحاءات المادية. حتى عبلة، الحبيبة التي خلدها قيس في أشعاره الغزلية الرائعة، جرى وصفها بسواد بشرتها الحبشية. ومع ذلك، لم يمنعه هذا من عشقها بجنون والتعبير عن افتتانه بها علنًا متحديًا نظرات المجتمع وملامة والده، قائلاً في إحدى أبياته: "وقالوا عنك سوداء حبشية... ولولا سواد المسك ما انباع غاليا".

وتجلّى النموذج العربي للمرأة كذلك في قصص الجواري اللواتي أبدعن في قرض الشعر وحل الألغاز بذكاء بارع وسحر فكري متقدم. لم يكن الجمال هو مركز الجاذبية؛ بل القدرات العقلية والذكاء، كما ظهر في شخصية شهرزاد التي استطاعت المراوغة لإنقاذ حياتها من خلال الحكي والسرد المتقن.

يهزني دائمًا مشهد المرأة البدوية كما قدمته الدراما العربية؛ امرأة قوية بالألف، ذات حضور مهيب تجعلها تضاهي الرجال في شخصيتها. كانت تستطيع مخاطبة الرجل بجرأة وشموخ، دون أي استناد إلى معايير مادية فارغة. وقد سمعت قصصًا عن بنات الشيوخ اللواتي منحهن آباؤهنّ حق اختيار شريكهن، لا على أساس المال أو الجاه، بل بناءً على قدرة الرجل على حل ألغازهن واحترام عقلهن.

وعندما نقارن هذه الصورة المجيدة بمثيلاتها الغربية كما أظهرتها قصص الأميرات، نجد تفاوتًا هائلًا في الفكر. فقصص مثل سندريلا وسنو وايت تقدّم نماذج نسائية ضعيفة، تخطو بخطوات متعثرة نحو البحث عن الزوج كغاية وحيدة للحياة. سندريلا تبحث عن من ينقذها من وضعها الاجتماعي التعيس، وسنو وايت تكاد تقع ضحية لكل مكيدة دون أن تُظهر بصيرة أو قدرة على التقييم. وتتمحور أغلب القصص حول اتكاء المرأة على الرجل باعتباره الهدف الأوحد.

أما أميرة ديزني ياسمين في النسخة الغربية لفيلم "علاء الدين"، فقد ظهر فيها أثر واضح لصورة المرأة العربية القوية والذكية رغم إدخال تلميحات تتحدث عن اضطهادها. يبدو أن ما حمله الغرب عن تاريخ النساء العربيات هو إشادة غير مباشرة بنموذجنا المشرف الذي أثبت فاعليته منذ القدم وحتى الآن.

التباين بين ما قدمه التاريخ العربي وما أنتجه الفكر الغربي يظهر بوضوح كيف أن قصصنا حاضنة لنساء فاعلات ومؤثرات، بينما عانت الأميرة الغربية ضمن القصص الخيالية من مفاهيم ارتكزت على النقص والاتكالية.

اضغط على الصورة واحصل على هديتك بمتابعتنا

الفيديو الثالث

avatar
عن المدون: الأسم
نبذة تعريفية تكتب هنا ولحذفها يرجى الدخول للقالب ثم محرر html

0 تعليق