هنا، حيث اليد التي لا تتركك مهما ابتعدت، والروح التي تحتضنك بلا شروط، والقلب الذي ينبض بالدعوات التي لا تنطفئ.
بديهيات عيد الأم
إنه يوم يشبه باقي الأيام، يراه من اجتهد في برّ أمه عيداً يومياً؛ وجهها إشراقة شمس حياته، وصوتها فرحة العيد وتكبيراته. يتطهّر بصفاء قلبها ليستقبل نظرتها الدافئة، ويستقيم على دروب الحياة إرضاءً لها، فتُشرق حياته بأثرها الجميل على ألسنة كل من يذكرها بخير.
إنه يوم كباقي الأيام، تُهدى فيه كلمات تُنسج على الورق، ويُختار له أجمل باقات الزهور. الأم حين تستقبل الهدايا، تصنع منها هدايا للقلب تسكن بها الأرواح، وتسقي الورود لتعطر بحبها كل من حولها. تظل تجود بعطائها بلا مقابل، فتجد نفسك مديناً لها مهما حاولت اللحاق بها.
إنه يوم كرسم باقي الأيام، الأم لا تبحث فيه عن الهدايا المقدمة لها بقدر ما تبحث عن الهدايا التي تراها فيك. تنتظر منك استمرار البرّ دون ارتباطه بمناسبة، وتُسخّر قلبها لأحلامك وتدعوه للاستجابة؛ ترى فيك انعكاس جهدها الذي قد يكون بداية التغيير لجيل يعيد للأمة عزّتها عبر إصلاح نفسه ومجتمعه.
إنه يوم كباقي الأيام، يوم تحمل فيه الأم معاني الأمن والامتنان والأمنيات.
إنه يوم كباقي الأيام، يوم تكون فيه الأم أمامي وإمامي وركن أمتي.
إنه يوم كباقي الأيام، فيه الأم نور العين، تاج الرأس، وباب الجنة.
إنه يوم كباقي الأيام، حيث تجدد فيه دروس الحياة بأن البرّ الحقيقي لن يُدرك إلا عندما تصبح لها كما كانت هي لك.
اللهم مكننا من بر أمهاتنا حقًا، واغفر لنا تقصيرنا بحقهن.
اضغط على الصورة واحصل على هديتك بمتابعتنا

0 تعليق