رسالة إلى زوجتي المستقبلية
أكتب لك هذه الرسالة بينما أتأمل السماء، متخيلاً إياك كنجمة تتوارى خلف سحابة، تضيئين حياتي بهدوء. وإن كنتِ تقرئين الآن، سلامٌ على قلبك الطيب حتى يحين موعد لقائنا.
إلى زوجتي المستقبلية:
في الأيام الماضية، تعددت حوادث مأساوية بين الأزواج، من قصص القتل والاعتداء التي تتصدر الأخبار، كزوجة تُقدم على قتل زوجها بسبب سوء أوضاعهم المادية، أو رجل يعتدي على زوجته لأمور تافهة. كنت أسمع عن مثل هذه الحوادث على فترات متباعدة، ولكن تزايدها السريع أصابني بالدهشة والصدمة.
قد تتساءلين: ما علاقة كل هذا بما بيننا؟ وكيف يمكن أن أقتلك؟ أعلم أن الفكرة قد تبدو غريبة، لكني لا أقصد القتل بمعناه المادي. بالطبع، لا أتصور ارتباطي بأحد يدفعه العنف أو الجنون. ومع ذلك، هناك أنواع أخرى من "القتل"، وهي التي تحدث حين يُدمَّر الإنسان داخلياً ويبقى على قيد الحياة.
هناك أمور قد تقتلني وأريدك أن تعرفيها. كأن أشعر بأنني غير كافٍ مهما فعلت، أو أن تتم مقارنتي بغيري. بالنسبة لي، أكثر ما يقتل الرجل هو الشعور بالتجاهل وعدم التقدير. يُثقلني أيضاً أن تُفضَح أسراري وضعفي؛ تلك اللحظات التي أفصح فيها عما بداخلي ليست شكايةً بل لأنكِ أمانٌ لي، وملجأ لجراحي وملاذ لآلامي.
إن حدث يوماً أن ظروف الحياة خذلتني ولم أستطع تأمين ما اعتدتِ عليه، فلا تضغطي عليّ فوق طاقتي، بل قدّري الموقف وصبّري قلبك وكوني سنداً لي. وإن أخطأت بسبب ضغوط الحياة، لا تنزعجي مني، بل ذكّريني بخطأي برفق وامنحيني المسامحة.
أما عن نفسي، فأعدكِ بعدم قتلك مهما وقع بيننا. أعلم أن المرأة قد تُقتل نفسياً بعدم الوفاء، أو بالتجاهل والبرود. لذا، ستكونين دائمًا الأولى والأجمل في نظري، ولن أكون إلا مخلصاً لك حضناً دافئاً يحتضن مخاوفك ويعطيك الأمان. سأحرص على الاستماع إليك باهتمام، واستيعابك بكل تفاصيلك دون إصدار الأحكام أو المقارنة.
حتى وقت خلافنا، سأكون هادئاً متفهما وأقتدي في تعاملي بكِ برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. سأحافظ على حياتنا بعيداً عن التدخلات الخارجية، لنصنع عالماً صغيراً مليئاً بالمودة والرحمة التي رزقنا الله بها.
أتمنى ألا نضيع هذا الحب الذي وهبه الله لنا، وأن نصونه دائماً بكل ما أوتينا من قوة، فأنتِ شريكة حياتي وصوني الذي أحلم به. ولكِ مني كل السلام والمحبة حتى نلتقي.
اضغط على الصورة واحصل على هديتك بمتابعتنا

0 تعليق