لا يوجد تعليقات

الرضاعة الطبيعية بعد الولادة في المستشفى

الرضاعة الطبيعية بعد الولادة في المستشفى

هناك اعتقاد شائع يقول إن الرضاعة الطبيعية قد تكون مؤلمة، تستغرق وقتًا طويلًا، أو تُعتبر من التحديات الصعبة التي تواجه الأم بعد الولادة. بسبب هذه الأفكار، كثير من الأمهات يقعن في فخ العراقيل المرتبطة بالرضاعة الطبيعية، مما يؤدي إلى توقفها خلال الأسابيع الستة الأولى والاعتماد على الحليب الصناعي بدلاً عنها.

الرضاعة الطبيعية بعد الولادة في المستشفى

لهذا السبب، من المهم أن نقدّم للأمهات معلومات واضحة ومفيدة حول الرضاعة الطبيعية بعد الولادة. بدايةً، هناك مفهوم يُطلق عليه "الساعة الذهبية"، وهو يشير إلى أول ساعة بعد الولادة، حيث يكون الطفل في حالة نشاط ومستعدًا للرضاعة، بينما يكون جسم الأم مهيأً لإفراز هرمون البرولاكتين، وهو المسؤول عن إنتاج الحليب. إذا ضاعت هذه الساعة دون بدء الرضاعة، يمكن أن يتأثر إفراز هذا الهرمون، مما يزيد من توتر الطفل وحاجته الأساسية للرضاعة. ولهذا السبب، على الأم أن تخبر الممرضة برغبتها في إرضاع طفلها طبيعيًا فور الولادة، طالما كانت صحة الطفل الجسدية وتنفسه يسمحان بذلك.

**التحديات في الرضاعة الطبيعية داخل المستشفى**

هناك بعض المشكلات التي قد تواجه الأم أثناء تواجدها في المستشفى. أولًا، غالبًا ما يتم تقديم الرضاعة الطبيعية على السرير، وهو أمر قد يسبب صعوبة لاحقًا. من الأفضل محاولة العثور على كرسي مريح داخل غرفة المستشفى واستخدام وسادة للرضاعة وتجربة أوضاع مختلفة لضمان الراحة لكل من الأم والطفل.

ثانيًا، العديد من الأمهات يشعرن بالقلق لأنهن لا يلاحظن وجود الحليب أو يعتقدن أنهن لا يمتلكن كمية كافية منه. الحل هنا يكمن في التأكد من صحة وضعية الطفل أثناء الرضاعة وشكل الالتقاط وقوة المص. عندما يبدأ الطفل بالرضاعة بشكل صحيح، ستشعر الأم بقوة بسيطة للمص وستلاحظ حركة فك الطفل حتى لو كانت قليلة. ومن المهم أن نتذكر أن معدة الطفل حديث الولادة تحتاج إلى ست نقاط فقط من الحليب في اليوم الأول.

**نصائح لتحسين تجربة الرضاعة**

فيما يتعلق بطريقة الإمساك الصحيحة، يجب التأكد من أن كامل المنطقة البنية حول الحلمة تدخل في فم الطفل، مع جلب رأسه باتجاهك بدلًا من العكس. إذا قام الطفل بالالتقاط بشكل خاطئ وركز فقط على رأس الحلمة (حيث توجد نهايات عصبية حساسة)، فقد تشعر الأم بألم. في مثل هذه الحالة، يمكن للأم فصل الطفل بلطف باستخدام إصبعها والمحاولة مرة أخرى.

قد يبدو الثدي وكأنه لا يحتوي على حليب كافٍ، لكن هذه ليست بالضرورة مشكلة حقيقية. الحل هو زيادة عدد مرات رضاعة الطفل لتعزيز إفراز الحليب بشكل طبيعي.

**متى نلجأ إلى شفاط الحليب؟**

يمكن استخدام شفاط الحليب داخل المستشفى إذا كان الطفل يعتمد بشكل كامل على الحليب الصناعي لأي سبب كان. الشفاط يساعد على تحفيز إنتاج الحليب وإفرازه عند الحاجة، ويُفضل استخدامه في هذه الحالات لتجنب انقطاع الرضاعة الطبيعية.


لا يوجد تعليقات

كيفية التعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة

اكتئاب- ما- بعد -الولادة

تعد الأم من أكثر الشخصيات حساسية، فهي تحتاج إلى رعاية متكاملة تشمل الجانب الجسدي والنفسي لتحقيق توازن أسري وسعادة منزلية.

كيفية التعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة:

تمر الأم بمراحل عديدة من الضغط النفسي والجسدي بدءًا من الحمل وصولاً إلى الولادة، وتستمر تلك الضغوطات إلى الفترة التي تلي الولادة. الحمل بحد ذاته يعتبر تحديًا يتخلله الكثير من التغيرات؛ من أمراض جسدية ونفسية وحتى ظهور حالة الاكتئاب التي لا تقتصر فقط على ما بعد الولادة بل قد تظهر أثناء الحمل أيضًا.

تعريف الاكتئاب:

الاكتئاب هو اضطراب نفسي وعقلي قد يؤثر على الأم خلال مراحل حيوية في حياتها، خاصة بعد الولادة. إذا لم يتم التعامل مع هذه الحالة بسرعة وفعالية، فقد تؤدي إلى نتائج سلبية وخطيرة لها ولأسرتها.

اكتئاب الحمل:

نتيجة للتغيرات الهرمونية الكبيرة أثناء الحمل، تمر المرأة بفترات نفسية صعبة. هذه المرحلة حساسة للغاية مع أهمية إعداد الأم نفسيًا لاستقبال طفلها الجديد. عدم حصولها على الدعم والاهتمام الكافيين قد يؤدي إلى سلوكيات غير متوقعة، مثل العدوانية أو الميل إلى العزلة، مما يجعلها عرضة للأفكار السلبية التي قد تهدد سلامتها أو سلامة جنينها.

أشكال اكتئاب الحمل:

- **حزن مفرط:** قد تشعر الأم بكراهية تجاه كل شيء، بما في ذلك جنينها، وتغرق في أفكار سلبية تؤثر على حالتها النفسية.  

- **حساسية مفرطة:** تصبح الأم حساسة لكل موقف مهما كان بسيطًا.  

- **الخمول والتعب:** تفقد القدرة على ممارسة حياتها بشكل طبيعي وتفضل النعاس كطريقة للهروب من الواقع.  

- **رفض التغييرات الجسدية:** يؤدي الشعور بالذنب والخجل تجاه شكل الجسم الجديد إلى العزلة والانفصال عن الآخرين.  

اكتئاب ما بعد الولادة:

تعد هذه الحالة واحدة من أصعب الأزمات النفسية والعقلية التي تواجه الأمهات، حيث قد تصل في أبشع صورها إلى إيذاء النفس أو الطفل حديث الولادة. هناك أعراض واضحة تدل على وجود هذه الحالة، ومنها:  

- **الأفكار السلبية الشديدة:** تبدأ في الأسبوع الأول بعد الولادة وتستمر لفترة طويلة.  

- **الحزن الدائم والبكاء:** نتيجة الشعور بالعجز عن تلبية احتياجات الطفل.  

- **التنكر للطفل:** عدم الرغبة في القرب منه أو حتى النظر إليه، وربما نتج ذلك عن تجارب سلبية خلال الحمل.  

- **الخوف المبالغ فيه من المستقبل:** يبدو أفق الحياة وكأنه يحمل المخاوف والصعوبات فقط.  

- **النوم المفرط:** وسيلة هرب لتجاهل الواقع الصعب.  

- **التقلبات المزاجية:** من الهدوء والرضا إلى الغضب والانزعاج خلال دقائق معدودة.  

طرق العلاج:  

تؤثر مشكلة اكتئاب ما بعد الولادة على نسبة 10٪ من الأمهات تقريبًا، وغالبًا ما يكون غياب الدعم أثناء الحمل وما بعده سببًا رئيسيًا لهذا الوضع المقلق. تعتمد الإجراءات العلاجية بشكل كبير على تقديم الدعم العاطفي والنفسي المناسب للأم وتتمثل في:  

- دعم الزوج والعائلة خلال فترتي الحمل والولادة لتخفيف الضغط وتحسين الحالة النفسية للأم.  

- تحسين البيئة الأسرية وجعلها مليئة بالتفاهم والمودة مع توزيع المهام لتوفير وقت استراحة للأم.  

- الحوار الإيجابي مع الأم لمعرفة مخاوفها ومشاكلها ومساعدتها على التخلص منها.  

- عدم ترك الأم وحدها لفترات طويلة لتجنب الاستسلام للأفكار السلبية.  

- تشجيعها على ممارسة الأنشطة الاجتماعية والرياضية لإعادة دمجها تدريجياً في حياتها الطبيعية.  

هذه التوصيات قد تساعد الأم على تجاوز فترة الاكتئاب بتوازن أفضل وإعادة بناء الثقة بنفسها وحياتها الأسرية.