لا يوجد تعليقات

بديهيات عيد الأم

Foundations of Mother’s Day

هنا، حيث اليد التي لا تتركك مهما ابتعدت، والروح التي تحتضنك بلا شروط، والقلب الذي ينبض بالدعوات التي لا تنطفئ.

 بديهيات عيد الأم

إنه يوم يشبه باقي الأيام، يراه من اجتهد في برّ أمه عيداً يومياً؛ وجهها إشراقة شمس حياته، وصوتها فرحة العيد وتكبيراته. يتطهّر بصفاء قلبها ليستقبل نظرتها الدافئة، ويستقيم على دروب الحياة إرضاءً لها، فتُشرق حياته بأثرها الجميل على ألسنة كل من يذكرها بخير.

إنه يوم كباقي الأيام، تُهدى فيه كلمات تُنسج على الورق، ويُختار له أجمل باقات الزهور. الأم حين تستقبل الهدايا، تصنع منها هدايا للقلب تسكن بها الأرواح، وتسقي الورود لتعطر بحبها كل من حولها. تظل تجود بعطائها بلا مقابل، فتجد نفسك مديناً لها مهما حاولت اللحاق بها.

إنه يوم كرسم باقي الأيام، الأم لا تبحث فيه عن الهدايا المقدمة لها بقدر ما تبحث عن الهدايا التي تراها فيك. تنتظر منك استمرار البرّ دون ارتباطه بمناسبة، وتُسخّر قلبها لأحلامك وتدعوه للاستجابة؛ ترى فيك انعكاس جهدها الذي قد يكون بداية التغيير لجيل يعيد للأمة عزّتها عبر إصلاح نفسه ومجتمعه.

إنه يوم كباقي الأيام، يوم تحمل فيه الأم معاني الأمن والامتنان والأمنيات.


إنه يوم كباقي الأيام، يوم تكون فيه الأم أمامي وإمامي وركن أمتي.


إنه يوم كباقي الأيام، فيه الأم نور العين، تاج الرأس، وباب الجنة.


إنه يوم كباقي الأيام، حيث تجدد فيه دروس الحياة بأن البرّ الحقيقي لن يُدرك إلا عندما تصبح لها كما كانت هي لك.

اللهم مكننا من بر أمهاتنا حقًا، واغفر لنا تقصيرنا بحقهن.

لا يوجد تعليقات

أم تبحث عن الحنان، قصة تُروى بدموع القلب قبل العيون.

A mother searching for affection

أم تبحث عن الحنان، قصة تُروى بدموع القلب قبل العيون. 

من يواجه إحسان الوالدين بالعصيان لا يجني سوى الهلاك والخسران، أما من أحسن فلن يُضيع الله إحسانه أبدًا. 

أم تبحث عن الحنان، قصة تُروى بدموع القلب قبل العيون. 

التقيت ذات يوم عند ظل شجرة امرأة منهكة ذات وجه شاحب تلون بالصفرة. لفتتني بنظراتها العميقة التي حملت فيها حكاية غامضة. ابتسمت لها بحرارة، فنزلت دمعة حرة من عينيها وكأنها تهرب من ألم عميق. طلبت مني أن أبتسم لها كلما مَررتُ بتلك الطريق، فشعرتُ بدافع لأسألها عن أحوالها، علّني أسمع ما تخفيه خلف صمت الشجن.

تنهدت من أعماق قلبها، ضمت يدي إلى يدها برفق وكأنها تبحث عن سند. بدأت حديثها بحزن مُغلف بألم السنين وقالت: لقد فقدت ابني، قرة العين وحلم حياتي الذي تذوقته عبر السنوات. جُرح أعمق من السكين نال من روحي حين قال لي: "اخرجي ولا تعودي. لقد اتفقت أنا وزوجتي على هذا القرار." 

وقفت أمام ابني ذلك الذي احتضنته بعمري، وشرب من دمي حياةً وأنا راضية بالذل لأجله. تألمت وسعدت في سبيله، ولا يوم شكوت. ومع ذلك حطَّم أحلامي بكلمة واحدة مُميتة. ماتت روحي التي ظننت أنها لن تموت يوم أن سمعته يقول تلك الكلمات بلا رجوع. تحجرت دموعي ونزف قلبي ومزقتني الحيرة بين سؤال: كيف تحولت إلى إنسانة بلا مكانة يعيش ابنها وكأنها لم تكن شيئًا في حياته؟

في لحظة الانكسار تلك انفجرت بالبكاء وهي تحكي لي قصتها؛ قلبها يصرخ والدموع تسيل وكأن الألم بلا نهاية. نظرت إليها بحرنان وإشفاق، فأخبرتها: "أماه، هل ترضين بيا أنا، كابنة مخلصة تحنو عليك كما تفعل الابنة؟"، وابتسم وجهها رغم الدموع التي ما زالت تطهر آثار الألم وقالت: "كأنك أحييت الروح التي ماتت داخلي."

ضمتني بحرارة كأنما استعاد العالم بها بعضًا من نبضه. دموعنا اختلطت في تلك اللحظة وكأن أرواحنا تعانقت في زمن توقف عن الإيقاع المعتاد للحياة. شعرت بدفء عميق وهي ترتسم على وجهها ابتسامة صادقة بعد سنوات من الجراح.

حين قالت: "كيف تموت الروح وأنا أجد حنانًا يعيدني للحياة؟"، أدركت أن شيئًا تغيَّر في هذه الأرض؛ لقاءنا لم يكن عاديًا، بل كان بداية جديدة لتلك الأم التي لم تلدني، ولكنها ولدت عبر اللقاء معنى جديدًا للعاطفة والحب.

أخبرتني أنها ستبقى تذكرني بفرحة خالدة، محفورة برموز ذهبية في قلبها. ولكنها مع ذلك قررت أن تمضي إلى ملجأ نهاية السنين، إلى المكان الذي يحوي القلوب المنسية. حاولت منعها، توسلت لها ألا تتركني، لكن دمعها حمل إرادة قوية وقالت لي: "يا بنيتي، أنتِ الحلم الذي طالما تمنيت منذ سنين، والله قد حققه لي بلقائك خلال دقائق قصيرة جعلته أروع مما كنت أتخيله في الحياة."

ثم مضت بخطوات ثابتة نحو المصير وهي تحمل قلبًا جديدًا ينبض بحب مؤلم ولكنه مقدّر.

لا يوجد تعليقات

رسالة الى امى الغالية

To my dear mother

 إلى أمي وكل الأمهات، بمناسبة يومهن الذي يحتفل فيه بحبهن وتضحياتهن، أتمنى لهن الخير والسعادة والصحة، وكل عام وهن بألف خير.

رسالة الى امى الغالية

إليكِ يا أمي، أرسل كلماتي التي تنبع من أعماق القلب...

إليكِ يا سيدة قلبي ومصدر حبي...


إليكِ أنتِ التي قدمت حياتكِ لأجلي، وأفنيت عمركِ لتمنحي حياتي معنى...


إليكِ يا من تحملتِ المشقة طوال السنين، كي أعيش وأكبر، يا من أهدتني الفرح على حساب تعبك.


إليكِ يا أمي، أجمل النساء وأنقى القلوب...


إليكِ أنتِ التي زرعتِ في حياتي الدروس وعلمتني القيم بلا كلل أو ملل...


إليكِ أنتِ التي جعلت من نور عينيكِ دليلاً لي في أوقات العتمة...


إليكِ أنتِ التي طالتك الأشواك فقط كي تمنحيني الورود.


أنتِ منارتي، نجمتي، وشمسي التي تضيء حياتي.


أرسل إليكِ أطيب الأمنيات وكل الحب، ففي كل عام تكونين أجمل ما لدي.


أرجوكِ أن تسامحيني إن قصرتُ يوماً، إن رفعت صوتي أو أتعبتكِ بحماقاتي... فأنا أعلم جيداً مدى عظمة قلبكِ وقدرته على التحمل والمسامحة.


أنا أحبك، أفتخر بك دائماً يا أمي.


لكِ كل الشكر والامتنان، ومن قلبي أرسل لكِ قبلات ممزوجة بالحب والعرفان.


في عينيكِ أرى الجمال وأكتب شعري، وفي كل عيد تظللين حياتي بأبهى صورة.

كل عام وأنتِ الأفضل والأجمل والأكثر قيمة في حياتي... كل عام وأنتِ أعظم نعمة رُزقت بها.